Rabu, 25 Maret 2009

علوم رواة الحديث

وتقسم أبحاث هذا النوع إلى قسمين:

أ- القسم الأول: العلوم ‎‎‎‎‎‎‎‎‎‎‎‎‎‎‎‎‎‎‎‎‎‎‎‎‎المعرفة بحال الراوي.

1- تمهيد:

في بيان بعض الكلمات المصطلح عليها في هذا الفن

السند الإسناد، المتن، المخرِج، المخْرَج، الحديث النبوي،الخبر، الأثر، المسنِد، المحدّث، الحافظ، الحديث القدسي.

هذه الكلمات يكثر المحدثون من ذكرها فلا بدَّ لطالب هذا الفن من معرفتها.

السند: هو: الطريق الموصلة إلى المتن-يعني رجال الحديث-.

وسموا بذلك لأنهم يسندون الحديث إلى مصدره.

الإسناد: هو: الإخبار عن طريق المتن. أي حكاية رجال الحديث.

المتن: هو: ما انتهى إليه السند.

المخرج: اسم فاعل فانهم يقولون: هذا حديث خرَّجه أو أخرجه فلان أي ذكر رواته أو ذكره عن رواته. فالمخرج- بالتشديد أو التخفيف- هو ذاكر رواة الحديث كالبخاري ومسلم ونحوهما.

المخرج: اسم مكان فانهم يقولون: هذا حديث عرف مخرجه أو لم يعرف مخرجه -فتح الميم والراء - أي رجاله الذين رووه لأن كلاًّ من رواته موضع صدور الحديث عنه.

الحديث النبوي: هو: ما أضيف إلى النبي صلى الله عليه وسلم قولاً أو فعلاً أو وصفاً أو تقريراً، وسمي بذلك مقابلة للقرآن الكريم فإنه قديم، وقد أطلق كثير من المحدثين اسم الحديث على أقوال الصحابة والتابعين وأفعالهم وتقريرهم، ولكنهم يسمون ما أضيف إلى النبي صلى الله عليه وسلم حديثاً مرفوعاً، وما أضيف إلى الصحابي يسمونه حديثاً موقوفاً، وما أضيف إلى التابعي يسمونه مقطوعاً، كما سيتضح لك إن شاء الله تعالى.

الخبر: قال في شرح النخبة: الخبر عند العلماء هذا الفن مرادف للحديث. وقيل: الحديث ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم، والخبر ما جاء عن غيره، ومن ثمة قيل لمن يشتغل بالتواريخ وما شاكلها: الأخباري،ولمن يشتغل بالسنة النبوية: المحدّث.

الأثر: قال في التقريب: إن المحدثين يسمون المرفوع والموقوف بالأثر، وإن فقهاء خراسان يسمون الموقوف بالأثر والمرفوع بالخبر.

المُسنِد: هو: من يروي الحديث بإسناده سواء كان له علم به أو ليس له إلا مجرد الرواية.

المحدّث: هو: العالم بطرق الحديث وأسماء الرواة والمتون، فهو أرفع من المُسنِد.

الحافظ: هو: مرادف للمحدث عند بعض السلف، وبعضهم خصَّ الحافظ بمن هو مكثر لحفظ الحديث متقن لأنواعه ومعرفته رواية ودراية ومدرك لعلله. ولذلك قال الإمام الزهري: لا يولد الحافظ إلا في أربعين سنة.هذا، وقد ذكر العلامة المناوي لأهل الحديث مراتب: أولها الطالب وهو المبتدىء، ثم المحدث وهو من يتحمل الحديث ويعتني به ودراية، ثم الحافظ وهو من حفظ مائة ألف حديث متناً وإسناداً ووعى ما يحتاج إليه، ثم الحجة وهو من أحاط بثلاثمائة ألف حديث. ثم الحاكم وهو من أحاط علمه بجميع الأحاديث المروية متناً وإسناداً، وجرحاً وتعديلاً وتاريخاً اهـ.

وزاد بعضهم لقب أمير المؤمنين. قال الحافظ السيوطي: وقد لقب به جماعة، منهم: سفيان وابن راهويه والبخاري وغيرهم. وكأنَّ تلقيب المحدث بأمير المؤمنين مأخوذ من الحديث الذي رواه الطبراني وغيره عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: "اللهم ارحم خلفائي "تتمة الحديث".

2- صفة من تقبل روايته ومن ترد

معرفة من تقبل روايته ومن ترد

يقبل خبر الثقة في دينه وروايته وهو العدل الضابط.

والعدل: هو المسلم البالغ العاقل السالمُ من الفسق: بارتكاب كبيرة أو إصرار على صغيرة، والسالمُ من خوارم المروءة.

والمروءة: هي تعاطي المرء ما يستحسن، وتجنبه ما يسترذل، كالأكل ماشياً والبول في الطريق من غير ضرورة.وأما ضبط: فهو اتقان الراوي ما يرويه، وذلك بأن يكون متيقظاً غير مغفل، حافظاً لما يرويه إن كان يروي من حفظه، ضابطاً لكتابه إن كان يروي من الكتاب، عالماً بمعنى ما يرويه، وبما يحيل المعنى عن المراد إن كان يروي بالمعنى. وتثبت عدالة الراوي: بالشهرة في الخبر والثناء الجميل، كالأئمة الأربعة وغيرهم أو بتعديل الأئمة، أو تعديل اثنين منهم، أو واحد منهم. ويثبت الضبط بموافقة الثقات المتقنين، ولا تضرّ المخالفة النادرة، فإن كثرت ردّت روايته لعدم ضبطه.

حكم الرواية عن أهل البدع:

ترد رواية المبتدع إن كانت بدعته مكفرة، بأن أنكر أمراً في الشرع معلوماً من

الدين بالضرورة، أو اعتقد عكسه ونحو ذلك، كالقائلين بعدم علم الله تعالى بالجزيئات.

وأما إن كانت بدعته لا توجب الكفر فان كان يستحلّ الكذب ترد أيضاً، وأما إن كان لا يستحل الكذب فتقبل روايته إذا لم يكن داعياً إلى بدعة، لأنه إذا كان داعياً إليها فان تزيين بدعته يحمله على تحريف روايته. ورجح النووي هذا التفصيل، وقال: هو الأظهر الأعدل، وقول الكثير أو الأكثر. وقيد الحافظ أبو إسحاق الجوزاني القول بقبول رواية غير الداعي بما إذا لم يرو ما يقوي بدعته، قال ابن حجر: وما قاله متجه، لأن العلة التي ردّت بها رواية الداعي واردة فيه أيضاً.

مراتب الجرح والتعديل

قد أوضح الحافظ ابن حجر في كتابه "تقريب التهذيب" مراتب الجرح

والتعديل، فجعلها اثنتي عشرة مرتبة:

1. الصحابة رضي الله عنهم.

2. من أُكد مدحه بـ "أفعل" كأوثق الناس، أو بتكرار الصفة لفظاً: كثقة أو معنى: كثقة حافظ.

3. من أُفرد بصفة: كثقة، أو متقن، أو ثُبْت، أو عدل.

4. من قصر عمن قبله قليلاً: كصدوق، أو لا بأس به، أو ليس به بأس.

5. من قصر عن الدرجة الرابعة، ويشار إليه: بصدوق سيء الحفظ، أو صدوق يَهِم، أوله أوهام، أو يخطىء أو تغيّر بأخَرَةٍ. ويلحق بذلك من رمى بنوع من البدعة: كالقدر والإرجاء.

6. من ليس له من الحديث إلا القليل، ولم يثبت فيه ما يترك حديثه لأجله، ويشار إليه بلفظ: "مقبول" حيث يتابع؛ وإلاّ: فليِّن الحديث.

7. من روى عنه أكثر من واحد ولم يُوثَّق، ويشار إليه بلفظ: مستور، أو مجهول الحال.

8. من لم يوجد فيه توثيق معتبر، وجاء فيه تضعيف ولو لم يُسَّر، وإليه الإشارة بلفظ: ضعيف.

9. من لم يرو عنه غير واحد، ولم يوثَّق ويشار إليه بلفظ: مجهول العين أي: لا يعرف عند المحدثين.

10. من لم يوثق البتة، وضعف مع ذلك بقادح، ويشار إليه: بمتروك أو متروك الحديث، أو واهي الحديث، أو ساقط.

11. من اتهم بالكذب، ويقال فيه: متهم، ومتهم بالكذب أي متهم بتعمد الكذب بأن يكذب في الحديث،لا على وجه التعمد والتقصد، ولكن يكثر منه حتى يتهم بتعمده.

12. من أطلق عليه اسم الكذب أو الوضع، كقولهم: كذاب، أو وضاع، أو ما أكذبَه فمن كان من المرتبة الثانية والثالثة: فحديثه مقبول وغالبه في الصحيحين، ومن كان من الدرجة الرابعة: فهو مقبول أيضاً، وقبوله في المرتبة الثانية، وهو ما يحسِّنه الترمذي ويسكت عليه أبو داود، ومن كان من الخامسة والسادسة: فان تعددت طرقه وتقوّى بمتابع أو شاهد فحسن لغيره، وإلا فمردود، وما كان من السابعة إلى آخر المراتب: فضعيف على اختلاف درجات الضعف.

عبارات خاصة لبعض المحدثين:

1-قد يطلق البخاري كلمات ويريد بها معنى خاصاً، كقوله في الرجل: "سكتوا عنه"

أو "فيه نظر" يعني أنه متروك الحديث، وأنه في أدنى المنازل، ولكن البخاري لطيف العبارة في التجريح.وكذلك قوله البخاري: "منكر الحديث" فانه يريد به الكذابين، كما نقله عنه ابن القطان حيث قال: قال البخاري: كل من قلت عنه "منكر الحديث" فلا نحل الرواية عنه.

2- قال يحيى بن معين: إذا قلتُ: ليس به بأس فهو ثقة.

3- قول الشافعي: أخبرني من لا أتهم فهو كقوله: أخبرني الثقة، خلافاً للذهبي حيث

يقول: إنه نفي للتهمة فقط، وليس فيه تعرض لإتقانه، ولا لأنه حجة.

4- قول المحدث: أخبرني الثقة ونحو ذلك من غير أن يسميه لا يكفيه في التعديل، لأنه ربما كان عنده ثقة ولكن لو سماه لجرحه غيره، وقيل: يكتفي بذلك كما لو سماه، فان كان القائل مجتهداً كأحد الأئمة مثلاً كفى في حق موافقيه من أهل المذهب عند بعض المحققين.

متى يقبل الجرح والتعديل:

اختلف العلماء في الجرح والتعديل هل يقبلان مبهَمَيْن- أي من غير ذكر أسبابهما-

أو لا؟

1-فذهب بعضهم إلى عدم قبول ذلك بدون بيان السبب في كل منهما.

2- وشرط بعضهم ذكر السبب في التعديل دون الجرح.

3- ومنهم من قبل التعديل مبهماً، وشرط في الجرح بيان السبب مفصلاً. وهو الذي اختاره ابن الصلاح والنووي وغيرهما.

4- وذهب بعضهم إلى أنه يقبل كل منهما مبهماً إذا كان الجارح والمعدل عالماً بأسباب الجرح والتعديل، بصيراً مرضياً في اعتقاده وأفعاله. قال السيوطي : وهو اختيار القاضي أبي بكر، ونقله عن الجمهور.

5- وقد اختار ابن حجر أن من جُرح مجملاً وقد وثقه أحد أئمة الحديث: لم يقبل الجرح فيه من أحد إلا مفسراً، لأنه ثبتت ثقته فلا تسلب عنه إلا بأمر جلي، وأما إذا خلا عن التعديل قُبِل الجرح فيه غير مفسر إذا صدر من عارف، لأنه إذا لم يعدَّل فهو حيز مجهول، وإعمال قول الجارح أولى من أهماله.

تعارض الجرح والتعديل:

وأما إذا اجتمع في الراوي جرح مفسر وتعديل: فالجرح مقدم، ولو زاد عدد المعدِّلين.

قال السيوطي: هذا الأصح عند الفقهاء والأصوليين، ونقله الخطيب عن جمهور العلماء، لأن مع الجارح زيادةً لم يطلع عليها المعدِّل، ولأنه مصدّق للمعدل فيما أخبر به عن ظاهر حاله، إلا أنه يخبر عن أمر باطن خفي عليه. وقيَّد الفقهاء ذلك إذا لم يقل المعدل عرفت السبب الذي ذكره الجارح ولكنه تاب منه، فانه حينئذ يقدَّم المعدّل، وقيل: إن زاد المعدلون قدم التعديل. هذا حكم التعارض بين قولين لعالمين.

أما إذا تعارض قولان من عالم واحد - كما وقع من ابن معين وابن حبان -فالعمل على آخر القولين إن علم ذلك، وإلا فالتوقف.

ما ورد من الطعن في بعض الأئمة:

قد يرد على لسان بعض العلماء الطعن في بعض الأئمة، أو رواة الحديث الذين هم موطن ثقة وعدالة وحسن قبول، وذلك على وجوه وألوان مختلفة الأسباب:

قد يكون السبب في طعن بعض الأئمة ناشئاً عن عصبية مذهبية، أو اختلافات اجتهادية، أو قد يكون عن منافسات دنيوية. فهذه الطعون لا يلتفت إليها ما دام المطعون معروفاً بالعدالة والضبط، والصلاح والتقى.

قال العلامة السبكي في الطبقات الكبرى (1/187) تحت عنوان (قاعدة في الجرح والتعديل): "إن من ثبتت إمامته وعدالته، وكثر مادحوه ومزكوه، وندر جارحه، وكانت قرينة دالّة على سبب جرحه:من تعصب مذهبي أو غيره، فإنا لا نلتفت إلى الجرح فيه، ونعمل فيه بالعدالة، وإلا فلو فتحنا هذا الباب وأخذنا بتقديم الجرح على إطلاقه: لما سلم لنا أحد من الأئمة، إذ ما من إمام إلا وقد طعن فيه طاعنون وهلك فيه هالكون، وقد عقد الحافظ ابن عبد البر في كتاب العلم باباً في حكم قول العلماء بعضهم في بعض، بدأ فيه بحديث الزبير رضي الله عنه مرفوعاً (دَبّ إليكم داء الأمم قبلكم: الحسد والبغضاءالحديث). وروى بسنده عن ابن عباس رضي الله عنه أنه قال (استمعوا علم العلماء ولا تصدقوا بعضهم على بعض، فوالذي نفسي بيده لهم أشدّ تغبراً من التيوس في زُروبها).

وعن مالك بن دينار قال: يؤخذ بقول العلماء والقراء في كل شيء إلا قول بعضهم

في بعض.

ثم قال العلامة السبكي جملة: قد عرّفناك أولاً أن الجارح لا يقبل منه الجرح -وإن

فسره- في حق من غلبت طاعته على معاصيه، ومادحوه على ذامّيه، ومزكوه على جارحيه، إذا كانت هناك قرينة يشهد العقل بأن مثلها حامل على الوقيعة في الذي جرحه: من تعصب مذهبي أو منافسة دنيوية، كما يكون من النظراء، أو غير ذلك. فنقول مثلا: لا يلتفتً إلى كلام ابن ذئب في مالك، بن معين في الشافعي والنسائي في أحمد بن صالح، لأن هؤلاء الأئمة مشهورون صار الجارح لهم كالآتي بخبر غريب، لو صحّ لتوفرت الدواعي على نقله، وكان القطع قائماً على كذبه.

ومما ينبغي أن يُتفقّد عند الجرح حال العقائد واختلافها، بالنسبة إلى الجارح والمجروح،

فربما خالف الجارحُ المجروح في العقيدة فجرحه لذلك، وإليه أشار الرافعي بقوله: وينبغي أن يكون المزكون بُرآء من الشحناء والعصبية في المذهب، خوفاً من أن يحملهم ذلك على جرحِ عدل، أو تزكية فاسق. وقد وقع هذا لكثير من الأئمة.

وقد أشار شيخ الإسلام تقي الدين ابن دقيق العيد في كتابه (الاقتراح) إلى هذا وقال:

أعراض المسلمين حفرة من حفر النار، وقف على شفيرها طائفتان من الناس: المحدثون والحكام.

قال العلامة السبكي: ومن أمثلة ما قدمناه قول بعضهم في البخاري: تركه أبو زرعة

وأبو الحاتم من أجل مسألة اللفظ. فيالله والمسلمين!! أيجوز لأحد أن يقول: البخاري متروك؟ وهو حامل لواء الصناعة ومقدم أهل السنة والجماعة. ثم قال: ومن ذلك قول بعض المجسمة في أبي حاتم ابن حبان: لم يكن له كبير دين، نحن أخرجناه من سجستان لأنه أنكر الحدّ لله. فيا ليت شعري من أحق بالإخراج: من يجعل ربه محدوداً أو من ينزهه عن الجسمية؟؟ وأمثلة هذا تكثر.

قال: وهذا شيخنا الذهبي رحمه الله تعالى من هذا القبيل، له علم وديانة وعنده على

أهل السنة والجماعة تحامل مفرط، فلا يجوز أن يعتمد عليه -أي في طعنه بمن يخالف مذهبه-.

فكل طعن نشأ عن عصبية مذهبية أو اختلافات اجتهادية أو منافسة بين الأفراد لا اعتبار لذلك كله. كما جاء في ترجمة محمد بن المثنى من كتاب "تهذيب التهذيب": سئل عمرو بن علي عن محمد بن المثني وبندار؟ فقال: ثقتان. يقبل منهما كل شيء إلا ما تكلم به أحدهما في الآخر.

وقال في شرح "فواتح الرحَموت" (1/154): فائدة: لا بد للمزكي أن يكون عدلاً، عارفاً بأسباب الجرح والتعديل، وأن يكون منصفاً ناصحاً، لا أن يكون متعصباً ومعجباً بنفسه، فانه لا اعتداد بقول المتعصب، كما قدح الدارقطني في الإمام الهمام أبي حنيفة رضي الله عنه بأنه ضعيف في الحديث، أي شناعة فوق هذا؟؟ فانه -يعني أبا حنيفة- إمام ورع، تقي نقي، خائف من الله تعالى، وله كرامات شهيرة، فبأيّ شيء يتطرق إليه الضعف؟ فتارة يقولون: إنه كان مشتغلاً بالفقه -أي فلا خبرة له بالحديث- انظر بالإنصاف أي قبح فيما قالوا، بل الفقيه أولى بأن يؤخذ الحديث منه- أي لأنه يبنى عليه حكماً شرعياً فلا بد من ثبوته لديه-.

وتارة يقولون: إنه لم يلاق أئمة الحديث، إنما أخذ من حمّاد رضي الله تعالى عنهما، وهذا أيضاً باطل، فإنه روى عن كثير من الأئمة كالإمام محمد الباقر والأعمش وغيرهما، مع أن حمّاداً كان وعاء للعلم فالأخذ منه أغناه عن الأخذ من غيره. هذا أيضاً آية ورعة وكذا علمه وتقواه، فإنه لم يكثر الأساتذة لئلا تتكثر الحقوق فيخاف عجزه عن إيفائها.

وتارة يقولون: إنه كان من أصحاب القياس والرأي، وكان لا يعمل الحديث،حتى وضع أبو بكر أبي شيبة رحمه الله في كتابه "المصنف" باباً للرد عليه وترجمه بـ " باب الرد على أبي حنيفة"، وهذا أيضاً من التعصب.

ثم ذكر في الشرح المذكور نبذة فيها مثار العجب، وذلك أن أبا حنيفة رضي الله عنه

قال: ما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فالبرأس والعين، وما جاء عن أصحابه فلا أتركه، ولم يخصّص بالقياس ولا بخبر الواحد عامّ الكتاب، ولم يعمل بالمصالح المرسلة، وقَبِل المراسيل وعمل بها، وقد خالف الشافعيُّ في ذلك، ولم يطعنوا فيه بل قبلوا ذلك منه. رضي الله عنهم أجمعين.

ثم قال: والحق أن الأقوال التي صدرت عنهم في حق الإمام الهمام مقتدى الأنام، كلها صدرت من التعصب، لا تستحق أن يلتفت إليها ولا ينطفي نور الله بأفواههم فاحفظ واثبت. وسبب وقوعهم في هذا الأمر الفظيع أنهم كانوا سئي الفهم، يخدمون ظواهر ألفاظ الحديث، ولا يرومون فهم بواطن المعاني، فضلاً عن المعاني الدقيقة التي تعجز عنها أفهام المتوسطين، وكان هذا التحرير الإمام مؤيداً بالتأييد الإلهي متعمداً في بحار المعاني.

وجاء في كتاب "الرفع والتكميل" للإمام المحدث الشيخ عبد الحي اللكنوي في أبي حنيفة: وقال الإمام على بن المديني: أبو حنيفة روى عنه الثوري وابن المبارك وحماد بن زيد وهشام وعباد بن العوام ووكيع وجعفر بن عون، وهو ثقة لا بأس به، وكان شعبة حسن الرأي فيه. وقال يحيى بن معين: أصحابنا يفرطون في أبي حنيفة وأصحابه، فقيل له: كان يكذب؟ قال: لا.

فالطعن الناشىء عن عصبية خلافيات المذاهب لا عبرة به ولا تأثير، كما وأن والطعن الناشىء عن الاختلاف في المفاهيم والمشارب السنية النبوية لا اعتبار به.

4- الصحابة رضي الله عنهم

أ- تعريف الصحابي: هو من لقي النبي صلى الله عليه وسلم مؤمناً به، ومات على الإسلام.

ب- ضوابط يُعرف بها الصحابي:

1. التواتر، بأن ينقل إثبات صحبته عن عدد كثير جداً من الصحابة، كالخلفاء الراشدين الأربعة.

2. الشهرة والاستفاضة القاصرة عن رتبة التواتر . كضمام بن ثعلبة، عُكَّاشة بن مِحْصن.

3. أن يُروى عن واحد من الصحابة أن فلاناً له صحبة.

4. أن يُروى عن أحد من التابعين أن فلاناً له صحبة.

5. أن يقول هو عن نفسه إنه صحابي ، وذلك بشرطين:

أن يكون ثابت العدالة، وأن يكون في المدة الممكنة، وهي مائة سنة بعد وفاته صلى الله عليه وسلم.

جـ- طبقات الصحابة:

الطبقة الأولى: قوم أسلموا بمكة ، مثل أبي بكر وعمر و عثمان وعلي.

الطبقة الثانية: أصحاب دار الندوة، وهم جماعة من أهل مكة.

الطبقة الثالثة: المهاجرة إلى الحبشة.

الطبقة الرابعة: الذين بايعوا النبي صلى الله عليه وسلم عند العقبة.

الطبقة الخامسة: أصحاب العقبة الثانية، وأكثرهم من الأنصار.

الطبقة السادسة: أول المهاجرين الذين وصلوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بقُباء قبل أن يدخل المدينة ويبني المسجد.

الطبقة السابعة: أهل بدر.

الطبقة الثامنة:المهاجرين الذين هاجروا بين بدر والحديبية.

الطبقة التاسعة: أهل بيعة الرضوان.

الطبقة العاشرة: المهاجرين بين الحديبية والفتح.

الطبقة الحادية عشرة: هم الذين أسلموا يوم الفتح.

الطبقة الثانية عشرة: صبيان وأطفال رأوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح وفي حجة الوداع.

د- عدالة الصحابة.

لقد اختص الله سبحانه وتعالى الصحابة رضي الله عنهم بخصيصة ليست لطبقة من الناس غير طبقتهم، وهي أنهم لا يُسأل عن عدالة أحد منهم، فهم جميعهم عدول ثبتت عدالتهم بأقوى ما تثبت به عدالة أحد، فقد ثبتت بالكتاب والسنة: أما الكتاب فقوله تعالى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} [آل عمران:110] وقوله: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا} [البقرة: 143] وهذا ينطبق على الصحابة كلهم، لأنهم المخاطبون مباشرة بهذا النص.

أما السنة: فقوله صلى الله عليه وسلم: "لا تسبوا أصحابي، فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أُحُد ذهباً ما بلغ أحدهم ولا نصيفه" وقوله صلى الله عليه وسلم:"خير الناس قرني"... ثم الذين يلونهم…" .

5- الثقات والضعفاء:

وهو من أجل علوم الحديث وأفخمها، فإنه المرقاة إلى معرفة صحة الحديث وسقمه.

ولقد لقي هذا العلم عناية أئمة الحديث في القديم والحديث، فصنفوا فيه التآليف الكثيرة.

وتنقسم التصانيف المؤلفة إلى ثلاثة أقسام:

القسم الأول: المؤلفات في الثقات: أشهرها:

1. "الثقات" للإمام أبي حاتم محمد بن حبان البُستي المتوفى (354هـ).

2. "الثقات" للإمام أحمد بن عبد الله العجلي المتوفى (261هـ).

3. "تذكرة الحفاظ" للإمام الحافظ شمس الدين محمد الذهبي المتوفى (748هـ).

القسم الثاني: المؤلفات في الضعفاء:

1. "الكامل في الضعفاء" للحافظ أبي أحمد عبد الله بن عَدِي المتوفى (365هـ).

2. "ميزان الاعتدال في نقد الرجال" للإمام الذهبي.

3. "المغنى في الضعفاء" للذهبي أيضاً.

4. "لسان الميزان" للحافظ ابن حجر العسقلاني.

القسم الثالث: الكتب التي تجمع الثقات والضعفاء:

1. "الجرح والتعديل" للإمام عبد الرحمن بن الإمام أبي حاتم الرازي المتوفى ( 327هـ).

2. "الكمال في أسماء الرجال" للحافظ عبد الغني المقدسي المتوفى (600هـ).

اقتصر فيه على رجال الكتب الستة.

3. "تهذيب الكمال في أسماء الرجال للحافظ أبي الحجاج جمال الدين يوسف بن عبد الرحمن المزي المتوفى ( 742هـ).

4. "تهذيب التهذيب" للحافظ ابن حجر العسقلاني، لخص فيه (( تهذيب الكمال )).

6- من اختلط في آخر عمره من الثقات.

معنى الاختلاط: فساد العقل، وعدم انتظام الأقوال والأفعال.

وفائدة دراسة الرواة المختلطين تمييز المقبول من حديثهم من غير المقبول.

وقد ألف فيه الحافظ العلائي خليل بن كيكلدي المتوفى ( 761هـ) ، وأفرده بالتصنيف

الإمام الحافظ إبراهيم بن محمد ابن سبط ابن العجمي الحلبي المتوفى (840هـ) وسماه: (( الاغتباط ممن رمي بالاختلاط )).

والحكم في حديث من رمي بالاختلاط من الثقات قرر فيه المحدثون التفصيل، فما سمع منهم قبل الاختلاط يُقبل ويُحتج به.

أما ما سُمع بعد الاختلاط، أو أشكل أمره فلم يُدر هل أُخِذَ عنه قبل الاختلاط أو بعده، فإنه يرد ولا يُقبل.

ويتميز ذلك بالراوي عنه إن كان أخذ عنه في شبابه أو في هرمه.

7- الوحدان

وهم الرواة الذين لم يرو عنهم إلا راو واحد فقط.

وفائدة هذا العلم معرفة المجهول إذا لم يكن صحابياً ومن أمثلته من الصحابة: وهب بن خنبش، وعمرو بن تغلب.

8- المدلسون

المدلس: هو من يحدث عمن سمع منه ما لم يسمع منه، بصيغة توهم أنه سمعه منه. وكأن يقول: عن فلان، أو قال فلان والتدليس على أقسام تأتي في الحديث المدلس.

ومن الكتب التي صنفت في هذا:

1-التبيين في أسماء ((المدلسين)) للحافظ البرهان الحلبي.

2- (( تعريف أهل التقديس بمراتب الموصوفين بالتدليس )) لابن حجر العسقلاني. وهو أجمعها وأوسعها.

ب- القسم الثاني: العلوم التي تُبين شخص الراوي

1- علوم الرواة التاريخية:

أ- تواريخ الرواة: التاريخ عند المحدثين هو: التعريف بالوقت الذي تُضبط به الأحوال في المواليد و الوفيات، ويلتحق به من الحوادث والوقائع التي ينشأ عنها معان حسنة من تعديل وتجريح ونحو ذلك.

وقد احتل التاريخ عند أهل الحديث مكانة هامة جداً لمعرفة اتصال الأسانيد وانقطاعها، وفي الكشف عن أحوال الرواة وفضح الكذابين.

ب- طبقات الرواة: الطبقة في اصطلاح المحدثين: عبارة عن جماعة متعاصرين اشتركوا في السن أو تقاربوا فيه أو اشتركوا في الأخذ عن المشايخ.

جـ- التابعون: من شافه -أو لقي- أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم مع كونه مؤمناً .

د- اتباع التابعين: تابع التابعي من شافه - أو لقي - التابعي مؤمناً.

ولهذا العلم فائدة عظيمة هي: التفريق بين الصحابي والتابعي واتباع التابعين.

هـ- الاخوة والأخوات: ومن فائدة هذا العلم أنه قد يَشْتَهر أحد الاخوة بالرواية، فيظن الباحث إذا وجد الرواية عن بعض إخوته أنها وهم ويزول الالتباس بواسطة هذا العلم.

فمن أمثلة الأخوين من الصحابة: عبد الله بن مسعود، وعتبة بن مسعود هما أخوان.

و- المدبج ورواية الأقران بعضهم عن بعض:الأقران: هم الرواة المتقاربون في السن والإسناد.

وقد ذكروا قسمين لرواية القرين عن القرين:

الأول: المدّبج: وهو أن يروي القرينان كل واحد منهما عن الآخر، مثل: أبي هريرة وعائشة، روى كل منهما عن الآخر.

الثاني: غير المدبّج: وهو أن يروي أحد القرنيين عن الآخر، ولا يروي الآخر عنه، مثاله:

رواية سليمان التيمي عن مسعر، وهما قرينان، ولا نعلم لمسعر رواية عن التيمي.

ز- رواية الأكابر عن الأصاغر: هي رواية الشخص عمن دونه سناً أو قدراً أو عمن هو دونه سناً وقدراً.

حـ- السابق واللاحق: وهو معرفة من اشترك في الرواية عنه اثنان وكان بين وفاتهما زمن طويل.

طـ- رواية الآباء عن الأبناء: تعريفها: هو أن يوجد في سند الحديث أب يروي عن ابنه.

ي- رواية الأبناء عن الأباء: تعريفها: هو أن يوجد في سند الحديث راو يروي عن أبيه أو عن أبيه عن جده.

ومن هذا التعريف يعلم تقسيمها إلى قسمين:

1- رواية الابن عن أبيه فقط، وذلك كثير جداً.

2- رواية الابن عن أبيه عن جده.

2- علوم أسماء الرواة:

أ- المبهم هو:

هو الحديث الذي يوجد في سنده أو متنه رجل أو امرأة لم يُسمَّيا بل عُبِّر عنهما بلفظ عام.

ومن هنا يعلم أن المبهم نوعان:

النوع الأول: أن يكون الإبهام في سند الحديث، وذلك بأن يكون بعض رواته غير مسمى وإنما ذكر بلفظ عام، ومثاله: ما رواه أبو داود من طريق حجاج بن فُرافِصة عن رجل عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال "المؤمن غرٌ كريم…" فهذا الرجل هو يحيى بن أب كثير، كما جاء في رواية أخرى لأبي داود أيضاً.

النوع الثاني: أن يكون الإبهام في متن الحديث، وذلك بأن يقول الصحابي فمن دونه، إن رجلاً سأل النبي صلى الله عليه وسلم. ونحوَ ذلك، ومثاله، ما رواه الشيخان من حديث عائشة رضي الله عنها أن امرأة سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن غسلها من المحيض فأمرها كيف تغتسل قال: خذي فرِصة من مسك فتطهري بها. قالت: كيف أتطهر بها؟ قال: سبحان الله تطهري بها. فاجتذبتُها إليّ فقلت: تتبعي بها أثر الدم.

والمرأة هي أسماء بنت شكل كما في رواية مسلم.

أنواع المبهمات: المبهمات أنواع كثيرة بعضها أشد إبهاماً، فمنها: الرجل والمرأة، والابن والبنت والأب، والأخ والأخت، وابن الأخ، وابن الأخت، والعم والعمة، والخال والخالة، ونحو ذلك.

حكم المبهم: تقدم أن المبهم نوعان: الأول: أن يقع الإبهام في متن الحديث، والثاني: أن يقع في سنده.

أما الأول: فحكمه أنه لا خلاف في جواز الاستدلال به ما دامت شروط القبول ثابتة موفورة فيه.

وأما الثاني: فان كان المبهم من الصحابة رضي الله تعالى عنهم كأن يقول التابعي الثقة: عن رجل من الصحابة أو نحو ذلك: فهو مقبول عند الجمهور باعتبار أن الصحابة كلهم عدول رضوان الله تعالى عليهم.

وأما إن كان المبهم غير صحابي بأنْ كان من التابعين فمن دونهم فلا يجوز الاحتجاج بالحديث الذي فيه هذا المبهم، للجهل بحاله، لأن من أُبهم اسمه لم تعرف عينه، فكيف عدالته؟

وقد تقدم أن من شروط القبول ثبوت عدالة الراوي وضبطه، فإذا زال هذا الإبهام

وعرف هذا المبهم بمجيئه من طريق أخرى وتبين أنه ثقة، فحينئذ يحتج به كما تقدم في حديث: "المؤمن غرٌ كريم".

ولذلك اجتهد العلماء في بيان من أبهم من الرواة وصنفوا في ذلك كتباً كثيرة.

ب- من ذكر بأسماء مختلفة أو نُعوت متعددة: ومن فوائده: الأمن من جعل الواحد اثنين، والتحرز من توثيق الضعيف وتضعيف الثقة، وفيه إظهار تدليس المدلسين، فإن أكثر ذلك إنما نشأ من تدليسهم.

جـ- الأسماء والكنى: المراد بهذا بيان أسماء ذوي الكنى، وكنى المعروفين بالأسماء وفائدته تسهيل معرفة اسم الراوي المشهور بكنيته، ليكشف عن حاله، والاحتراز عن ذكر الراوي مرة باسمه ومرة بكنيته، فيظنهما من لم يتنبه لذلك رجلين.

د- ألقاب المحدثين: اللقب: هو ما يطلق على الإنسان مما يشعر بمدح أو ذم. وهو نوع هام، فإن في الرواة جماعة لا يُعرفون إلا بألقابهم.

مثاله: عبد الله بن أبي صالح وعبّاد بن أبي صالح، وإنما عباد لقب لعبد الله، ولا أخ له باتفاق الأئمة.

هـ- المنسوبون إلى غير آبائهم: معرفة الأب الذي ينسب إليه الراوي ضرورية لتمييزه عن غيره ، إلا أن بعض الرواة قد ينسب إلى غير أبيه، فالحاجة لمعرفة هؤلاء مهمة، وتسمية آبائهم هامة جداً لدفع توهم التعدد عن نسبتهم إلى آبائهم.

وهذا النوع بالنسبة لمن ينسب إليهم الرواة على أقسام:

الأول: من نسب إلى أمه: كمعاذ بن عفراء.

الثاني: من نسب إلى جدته: بشر بن الخصاصية.

الثالث: من نسب إلى جده: كأبي عبيدة بن الجراح وهو عامر بن عبد الله بن الجراح.

الرابع: من نسب إلى رجل غير أبيه بسبب: كالمقداد بن الأسود الصحابي، هو المقداد بن عمرو الكندي، كان في حِجر الأسود بن عبد يغوث الزهري زوج أمه، فتبناه، فنسب إليه.

و- النسب التي على خلاف ظاهرها: معرفة أنساب الرواة هامة ومفيدة لتمييز الراوي عن غيره، ومن لم يتنبه لهذا وقع في الخطأ، مثل ما وقع لابن حزم حيث ضعف حديث: " لا يمس القرآن إلا طاهر " لأن في سنده سليمان بن داود، وهو متفق على تركه. وهو وهم، فإن المتفق على ترك حديثه سليمان بن داود اليماني، وهذا الحديث من رواية سليمان بن داود الخولاني، وهو ثقة.

ز- الموالي من الرواة والعلماء: الأصل في نسبة الراوي إلى قبيلة أن يكون منهم، كقولهم: قرشي أي من أولاد قريش. وإذا نسبوا إليها من ينتمي إليها أضافوا كلمة مولى، فقالوا: مولى قريش.

ولذلك عني العلماء بمعرفة الموالي حتى لا يختلط من ينسب إلى القبيلة بالولاء مع من ينسب إليها أصالة.

ح- أوطان الرواة وبلدانهم: لقد كانت العرب إنما تنتسب إلى قبائلها، فلما جاء الإسلام وغلب عليهم سكنى القرى والمدائن حدث فيما بينهم الانتساب إلى الأوطان.

ط- الأسماء المفردة والكنى والألقاب: كثيراً ما نجد الاسم يطلق على أكثر من شخص، مثل علي، وسعد وكذلك الكنية واللقب.

أما هذا النوع فقد خص المحدثون به الأسماء والكنى و الألقاب التي لا يوجد في الرواة من يحملها إلا واحد فقط.

ي- المتفق والمفترق من الأسماء والأنساب ونحوها: هو أن تتفق أسماء الرواة وأسماء أبائهم فصاعداً لفظاً وخطاً، وتختلف أشخاصهم.

ك- المؤتلف والمختلف من الأسماء والأنساب وما يلتحق بها: هو أن تتفق الأسماء والكنى أو الألقاب أو الأنساب خطاً، وتختلف لفظاً.

مثاله: الأذرعي والأدْرَعي، وحِزام، حَرَام.

وحُصين كله بالضم، والصاد المهملة، إلا حَصِين عثمان بن عاصم ، وأبا ساسان حُضَيْن.

ل- المتشابه: هو أن تتفق أسماء الرواة لفظاً، وتختلف أسماء الأباء لفظاً وتتفق خطاً أو بالعكس، أو أن يتفق اسم الراوي واسم أبيه لفظاً وخطاً وتختلف في النسبة.

مثاله: محمد بن عبد الله المُخَرِّمي ومحمد بن عبد الله المَخْرَمي.

م- المشتبه المقلوب:

وهو أن يكون اسم أحد الراويين مثل اسم أبي الآخر خطاً ولفظاً، واسم الآخر مثل اسم أبي الأول . فينقلب على بعض المحدثين.

مثاله: يزيد بن الأسود، والأسود بن يزيد


UMMAHATUL MUKMININ

Aisyah binti Abu Bakar (wafat 58 H)

Dia dipersunting oleh Nabi saw. pada tahun kedua Hijrah dan satu-satunya istri Rasulullah saw. yang dikawininya sewaktu perawan. Dia adalah istri yang paling dicintai oleh Nabi dan yang paling banyak meriwayatkan hadis dari Nabi. Dia juga termasuk wanita yang paling pakar dalam ilmu agama dan etika. Dia wafat di Madinah dan dimakamkan di Baqi.

Hafsah binti Umar (wafat 45 H)

Dari sejak Islam muncul, dia langsung memeluk agama Islam. Dia bersama suaminya ikut hijrah ke Madinah, namun suaminya meninggal dunia seusai perang Badar. Rasulullah melamarnya dari orang tuanya, seterusnya dia dinikahkan kepada Rasulullah. Beliau meninggal di Madinah.

Juwairiah binti Harits bin Abu Dhirar (wafat 56 H)

Nama aslinya adalah Burrah binti Harits. Dia ditawan oleh kaum Muslimin pada perang Bani Musthaliq dan diberikan kepada Tsabit bin Qais sebagai bagian dari rampasan perang. Dia diberi hak oleh Tsabit untuk menebus kemerdekaannya dengan imbalan sejumlah harta. Dia pergi menghadap Rasulullah minta bantuan, Rasulullah menawarkan kepadanya persetujuannya membayar sejumlah harta yang telah disepakati itu kemudian setelah merdeka Rasulullah menikahinya.

Khadijah binti Khuwailid (wafat 3 SH)

Dia adalah istri Rasulullah yang pertama dan orang yang paling banyak membantu perjuangannya di tahun-tahun pertama kenabian. Sebelum masa kenabian ia dijuluki dengan julukan “wanita suci”. Rasulullah menikah dengannya 15 tahun sebelum diangkat menjadi nabi. Putra-putrinya dari Nabi adalah; Qasim, Abdullah keduanya meninggal ketika masih kecil, kemudian Zainab, Ruqaiyah, Ummi Kultsum dan Fatimah. Dia memberikan dukungan penuh baik moril maupun materil kepada Nabi dalam perjuangan beliau. Khadijah wafat pada “aamul-huzni” (tahun kesedihan) dan dimakamkan di Hujun.

Maimunah binti Harits (wafat 50 H/670 M)

Nama aslinya adalah Burrah, oleh Nabi diganti dengan Maimunah. Dialah wanita yang menghadiahkan dirinya kepada Nabi yang karenanya turun ayat yang artinya: “Perempuan mukmin yang menyerahkan dirinya kepada Nabi..” (Al-Ahzab, ayat 50).

Mariah Qibtiah (wafat 16 H/637 M)

Seorang wanita asal Mesir yang dihadiahkan oleh Muqauqis, penguasa Mesir kepada Rasulullah tahun 7 H. Setelah dimerdekakan lalu dinikahi oleh Rasulullah dan mendapat seorang putra bernama Ibrahim. Sepeninggal Rasulullah dia dibiayai oleh Abu Bakar kemudian Umar dan meninggal pada masa kekhalifahan Umar.

Saudah binti Zam`ah (wafat 23 H/643 M)

Dia masuk Islam bersama suaminya dan turut hijrah ke Abessina. Dalam hijrah yang kedua, suaminya meninggal dunia, lalu dinikahi oleh Rasulullah setelah Khadijah wafat. Rasulullah membawanya hijrah ke Madinah. Dia termasuk istri Nabi yang sering memberikan giliran harinya kepada Aisyah.

Sofiah binti Huyai bin Akhtab (wafat 50 H)

Sebelumnya dia penganut Yahudi Bani Akhthab yang tertawan pada perang Khaibar. Rasulullah saw. memilih dan memerdekakannya, lalu ia masuk Islam, setelah itu dinikahi oleh Rasulullah saw. dan wafat di Madinah.

Ummu Habibah binti Abu Sofyan (wafat 44 H/664 M)

Nama lengkapnya adalah Ramlah binti Abu Sofyan, dia ikut hijrah ke Abessina (Eriteria sekarang) bersama suaminya, tetapi suaminya terpengaruh di sana, lalu murtad dan meninggal dunia sebagai penganut Kristen. Rasulullah saw. segera mengirim Amru bin Umaiah Dhumari untuk melamarnya buat Rasulullah. Najasyi, penguasa Abessina menikahkannya kepada Rasulullah dengan mahar sebesar 400 dinar.

Ummu Salamah (wafat 57 H/676 M)

Nama lengkapnya adalah Hindun binti Umaiah, termasuk sahabat wanita yang masuk Islam pada periode pertama. Dia termasuk yang ikut hijrah dua kali (Abessina dan Madinah). Suaminya mati syahid dalam perang Badar, lalu Rasulullah menikahinya. Beliau termasuk wanita yang jenius, berakhlak mulia dan pandai tulis-baca. Dia dikaruniai usia yang panjang, dia wafat di Madinah dan dimakamkan di Baqi.

Zainab binti Jahsy (wafat 20 H)

Nama aslinya adalah Burrah, sepupu Rasulullah. Semula dia menikah dengan Zaid bin Haritsah, setelah dicerai, dia dinikahi Rasulullah dan diberi nama Zainab dan dijuluki dengan Ummul Hakam. Dia sangat warak dan kuat beragama serta banyak bersedekah. Beliau juga seorang yang cekatan dan terampil, suka bekerja sendiri, menyantuni orang-orang miskin dan selalu memberi derma buat keluarga dan anak yatim.

Sabtu, 21 Maret 2009

Pedagang Dan Dayang Khalifah

Membasuh Tangan 120 Kali

...bu Nawas bekerja sebagai orang kepercayaan Raja Ali Ibnu Bakri. Abu Nawas dikenali sebagai orang cerdik dan ahli dongeng yang termasyhur. Suatu hari Raja mengalami ketegangan fikiran selepas bekerja sepanjang hari mengurus rakyat. Sang Raja memerintahkan kepada Abu Nawas bercerita mengenai kisah-kisah aneh dan ajaib, yang menjadi kegemaran sang Raja, untuk menghilangkan sedikit ketegangan jiwa yang dialaminya.

Kebiasaannya, Raja mendengar kisah-kisah Abu Nawas pada malam hari, iaitu sebelum sang raja menidurkan matanya. Abu Nawas menjawab, “Dengan senang hati, wahai raja yang baik dan bahagia...”

Dikisahkan, wahai Raja yang bahagia, salah seorang pelayan istana berkata kepada raja Cina:
Wahai Raja zaman ini, tuan rumah memerintahkan para pelayannya agar mengambil air dan semua yang diperlukan untuk membasuh tangan salah seorang tamunya yang dianggap agak ganjil dan aneh. Tamu itu lalu membasuh tangannya dengan air bercampur sabun, garam dan daun sebanyak seratus dua puluh kali basuhan.

Selepas itu barulah ia makan ‘ragut’(sejenis makanan yang berasal dari sebuah desa di Baghdad), tetapi pemuda itu memakannya seolah-olah dengan perasaan jijik dan mual, sementara kami memandangnya dengan penuh kehairanan, sebab tangannya dan malah sekujur tubuhnya menggigil.

Bila kami melihat tangannya, barulah kami mengetahui bahawa ibu jarinya terpotong, dia makan hanya dengan empat jari, sehingga menyebabkan makanan itu berjatuhan dari tangannya. Kami menyoalnya dengan hairan, “Apa yang terjadi dengan ibu jarimu? Apakah Tuhan menciptakanmu dalam keadaan seperti ini, atau apakah engkau pernah mengalami kemalangan?”

Pemuda itu menyahut, “Demi Tuhan, bukan hanya ibu jari ini saja yang hilang, tetapi juga ibu jari tanganku yang satu lagi, dan tumit kedua-dua kakiku, seperti yang akan kalian lihat.”

Lalu dia menunjukkan tangan kirinya dan kedua-dua kakinya. Kami melihat bahawa tangan kirinya nampak seperti tangan kanannya dan kedua-dua kakinya, tidak mempunyai tumit. Ketika kami melihatnya, kehairanan kami semakin bertambah, hingga kami berkata padanya, “Kami tak sabar menunggu kisahmu dan penyebab terpotongnya kedua ibu jari serta tumit kakimu dan mengapa engkau membasuh tanganmu seratus dua puluh kali.”

Pemuda itu berkata, “Ayahku adalah salah seorang pedagang yang paling terkemuka di Baghdad pada masa pemerintahan khalifah Harun Al-Rasyid. Tetapi ayahku gemar minum anggur dan bermain muzik kecapi, sehingga ketika dia meninggal ayahku tidak mewariskan sesuatu pun kepadaku.

Aku melaksanakan upacara pemakaman baginya, mengadakan pengajian Al-Quran, dan terus berkabung untuknya dalam masa yang cukup lama. Lalu aku membuka kedai peninggalan ayahku dan mendapati bahawa dia hanya meninggalkan sedikit harta dan banyak hutang. Maka aku terpaksa menjelaskan dan membayar kesemua hutang ayahku dengan membayarnya beransur-ansur.

Aku mula melakukan jual-beli dan membayar hutang ayahku minggu demi minggu, hingga akhirnya aku berjaya menjelaskan kesemua hutang ayahku dan modalku mula bertambah. Suatu hari, ketika aku sedang duduk di kedaiku, datanglah ke pasar seorang gadis muda yang cantik, yang kecantikannya belum pernah kulihat tandingannya, berpakaian mewah dan dihiasi permata.

Dia menaiki seekor keldai betina, dengan seorang hamba sahaya berkulit hitam berjalan di hadapannya dan seorang lagi di belakangnya. Gadis itu turun dari keldainya dan terus memasuki pasar. Baru saja dia melangkahkan kakinya ke pasar, seorang pengawal datang mengikutinya dan berkata, “Tuan puteri, masuklah, tapi jangan sampai ada orang yang mengenalimu, sebab kita akan menghadapi kesukaran.”

Lalu pengawal itu berdiri berjalan di hadapan sang gadis, sambil melihat-lihat kedai. Tetapi kerana mendapati tidak ada kedai yang buka kecuali kedaiku, gadis itu mendatangi kedaiku. Gadis itu menegurku, lalu duduk....

Tiba-tiba fajar pun menyingsing. Abu Nawas terdiam, lalu sang Raja berkata, “Ceritamu benar-benar aneh dan indah!” Abu Nawas menjawab, “Esok malam ceritanya lagi menarik dan lagi indah.”


Gadis yang Membeli Kain

Malam berikutnya, sang Raja memerintahkan kepada Abu Nawas untuk meneruskan kisah-kisah aneh dan ajaib, yang menjadi kegemaran sang Raja. Abu Nawas menjawab, “Dengan senang hati, wahai raja yang baik dan bahagia...”

Hamba mendengar, wahai Raja yang bahagia, pelayan itu menceritakan kepada raja Cina bahawa pemuda itu berkata:
Gadis itu duduk di kedaiku dan membuka tudung penutup wajahnya. Ketika aku melihatnya, jantungku berdetak keras.

Gadis itu bertanya, “Apakah engkau mempunyai kain?”

Aku menjawab, “Tuan puteri, hamba adalah orang miskin, tetapi tunggulah hingga para pedagang lain membuka kedai mereka, dan aku akan mengambilkan kain yang engkau inginkan.”

Kami duduk bercakap-cakap sebentar, dan aku mula merasakan hasrat yang sangat besar terhadapnya. Ketika para pedagang mula membuka kedai mereka, aku bangkit dan mengambil kain yang dipesan gadis itu, hingga mencapai harga lima ribu dirham. Gadis itu memberikan kain-kain yang dipesannya pada si pengawal dan terus menaiki keldai betinanya, lalu pergi tanpa memberitahukan di mana dia tinggal.

Kerana merasa terlalu segan untuk menyebut-nyebut tentang wang di hadapan seorang wanita yang begitu cantik, aku memberi jaminan pada para pedagang itu bahawa barang-barang mereka senilai lima ribu dirham akan segera kubayar. Lalu aku pulang, dalam keadaan mabuk cinta, dan selama seminggu tidak dapat makan atau pun tidur....

Tiba-tiba fajar pun menyingsing. Abu Nawas terdiam, lalu sang Raja berkata, “Ceritamu benar-benar aneh dan indah!” Abu Nawas menjawab, “Esok malam ceritanya lagi menarik dan lagi indah.”


Isi Hati Sang Gadis

Malam berikutnya, sang Raja memerintahkan kepada Abu Nawas untuk meneruskan kisah-kisah aneh dan ajaib, yang menjadi kegemaran sang Raja untuk mendengarkannya. Abu Nawas menjawab, “Dengan senang hati, wahai raja yang baik dan bahagia...”

Dikisahkan, wahai sang Raja, pelayan itu menceritakan kepada raja Cina bahawa pemuda itu berkata:
Seminggu kemudian para pedagang mendatangiku, meminta wang mereka, tetapi aku merayu mereka agar menunggu hingga seminggu lagi. Seminggu kemudian gadis itu datang selepas Subuh, menaiki keldai betina dan diiringi oleh pengawal dan dua orang hamba.

Dia memberi salam padaku dan setelah duduk di dalam kedai, berkata, “Aku terlambat membawakanmu wang untuk kain-kain itu. Panggillah seorang penukar wang dan terimalah wang ini.”

Aku memanggil seorang penukar wang, dan menukarkan wang untuk diberikan kepada para pedagang. Lalu dia dan aku duduk bercakap-cakap hingga kedai-kedai buka, dan pada saat itulah aku membayar hutangku pada setiap pedagang. Lalu gadis itu berkata padaku, “Tuan, ambilkan aku ini dan itu.”

Aku segera mengambilkan apa-apa yang diinginkannya dari para pedagang, lalu dia mengambilnya dan pergi, tanpa mengucapkan sepatah kata pun mengenai pembayarannya. Aku mula menyesali apa yang telah kulakukan, sebab harga dari apa yang telah kubeli untuknya adalah seribu dinar, dan aku berkata kepada diri sendiri:
“Sungguh sukar! Dia memberiku lima ribu dirham tetapi telah mengambil barang seharga seribu dinar, sedangkan para pedagang itu berurusan denganku dalam soal pembayaran. Tidak ada kekuatan dan kekuasaan, kecuali di tangan Tuhan, Yang Maha Kuat, Yang Maha Kuasa. Wanita yang baru saja berurusan denganku ini pastilah seorang penipu, dan aku bahkan tidak meminta alamatnya.”

Dia pergi selama lebih dari sebulan, hingga para pedagang mula mendesakku untuk membayar wang mereka dan kerana sudah terlalu lama hingga aku sudah tidak lagi mengharapkan kedatangannya, aku mengumpulkan seluruh kekayaanku untuk kujual. Tetapi suatu hari, ketika aku sedang duduk dengan sedih dan kebingungan, gadis itu datang dan duduk di kedaiku sambil berkata, “Ambillah timbangan dan ambil wangmu.” Lalu dia memberikan padaku wang seribu dinar dan kami berbincang dengan bebas dan aku merasa terhibur lagi. Lalu dia bertanya padaku, “Apakah engkau mempunyai isteri?”

Aku menjawab sambil menangis, “Tidak, aku belum pernah menikah.”

Dia bertanya, “Mengapa engkau menangis?”

Aku menjawab, “Tidak apa-apa.” Lalu aku merayu pengawalnya agar menjadi perantaraku dengannya untuk menyatakan isi hatiku. Tetapi pengawal itu tertawa dan berkata, “Demi Tuhan, dia lebih mencintaimu daripada engkau mencintainya. Dia tidak memerlukan kain-kain yang dibelinya darimu, tetapi dia melakukan itu kerana terdorong oleh rasa cintanya padamu. Katakan sendiri kepadanya apa yang menjadi impianmu.”

Lalu aku mendekati pelayan gadis itu seraya berkata padanya, “Bermurah hatilah dan izinkan aku untuk mengatakan padamu apa yang ada di dalam benakku supaya engkau sampaikan kepada gadis itu.” Lalu aku mengatakan padanya apa yang menjadi hasrat di hatiku dan dia setuju untuk menyampaikannya pada gadis itu.

“Engkau harus menyampaikan pesanku padanya,” kataku sambil meneruskan, “Lakukan apa saja yang dia minta.”
Malam berlalu tetapi mataku tidak terpejam sedangkan hatiku terus memikirkan gadis itu. Beberapa hari kemudian si pengawal mendatangiku....

Tiba-tiba fajar pun menyingsing. Abu Nawas terdiam, lalu sang Raja berkata, “Ceritamu benar-benar aneh dan indah!” Abu Nawas menjawab, “Esok malam ceritanya lagi menarik dan lagi indah.”


Isteri Khalifah dan Kotak-kotak Ajaib

Malam berikutnya, sang Raja memerintahkan kepada Abu Nawas untuk meneruskan kisah-kisah aneh dan ajaib. Abu Nawas menjawab, “Dengan senang hati, wahai raja yang baik dan bahagia...”

Dikisahkan, wahai sang Raja, pelayan itu menceritakan kepada raja Cina bahawa pemuda itu berkata:
Ketika si pengawal itu datang, aku menyambutnya dengan mesra dan murah hati, dan ketika aku menyoalnya tentang majikannya, dia menjawab, “Dia sedang mabuk cinta kepadamu.”

Lalu aku bertanya padanya, “Siapakah sebenarnya gadis itu?”

Dia menjawab, “Dia salah seorang dayang yang bertugas melayani Zubaidah, isteri Khalifah, yang mengasuh dan membesarkannya. Demi Tuhan, dia mengatakan pada majikannya tentang dirimu dan memohon padanya agar mengahwinkannya denganmu, tetapi Zubaidah berkata, “Aku tidak akan mengahwinkannya denganmu hingga aku mengetahui apakah dia kacak atau tidak, dan apakah dia sesuai untukmu atau tidak.” Aku akan membawamu ke istana sekarang juga, dan jika engkau berjaya memasukinya tanpa terlihat oleh sesiapa pun, engkau boleh mengahwini gadis itu, tetapi jika ketahuan, engkau akan kehilangan kepalamu. Bagaimana?”

Aku menyahut, “Aku bersiap sedia untuk pergi bersamamu.”

Lalu dia berkata, “Apabila malam tiba, pergilah ke masjid yang dibina oleh Zubaidah di sungai Tigris.”

Aku menyahut, “Baiklah.” Lalu aku pergi ke masjid, melakukan solat Isyak dan tidur di sebelah luar masjid. Sebelum fajar menyingsing, datanglah beberapa orang pelayan dalam sebuah perahu, dengan kotak-kotak kosong, yang mereka simpan di dekat masjid dan kemudian mereka pergi. Tetapi salah seorang di antara mereka tinggal di belakang, dan ketika aku mengamatinya lebih teliti, aku mendapati bahawa dia adalah si pengawal yang telah mendatangiku sebelum ini.

Tidak berapa lama muncul pula gadis itu dan segera mendekatiku. Aku bangkit menyalaminya, dan dia duduk bercakap-cakap denganku, dengan air mata bercucuran. Lalu dia mengarahkan aku masuk ke dalam salah sebuah kotak dan menguncinya dari luar. Tak lama kemudian para pelayan tadi kembali lagi dengan segala macam benda yang terus dimasukkannya ke dalam kotak-kotak itu hingga mereka selesai mengisinya semua dan menguncinya. Lalu mereka meletakkan kotak-kotak itu di dalam perahu dan mulai mengharungi sungai menuju istana Zubaidah.

Aku segera menyesali apa yang telah kulakukan, sambil berkata kepada diriku sendiri, “Demi Tuhan, celakalah aku,” dan terus menangis dan memohon kepada Tuhan untuk membebaskanku hingga perahu itu tiba di pintu gerbang istana khalifah. Lalu para pelayan itu mengangkat kotak-kotak tersebut, termasuk kotak di mana aku berada di dalamnya. Mereka membawanya melalui tepi sungai di mana para pengawal bertugas menjaga perahu hingga mereka sampai pada seorang pengawal yang nampaknya adalah pemimpin mereka. Ketua pengawal itu bangkit dari duduknya....

Tetapi fajar menyingsing. Abu Nawas terdiam, lalu sang Raja berkata, “Ceritamu benar-benar aneh dan indah!” Abu Nawas menjawab, “Esok malam ceritanya lagi menarik dan lagi indah.”


Khalifah dan Kotak Ajaib

Malam berikutnya, sang Raja memerintahkan kepada Abu Nawas agar meneruskan kisah-kisah aneh dan ajaib, yang menjadi kegemaran sang Raja. Abu Nawas menjawab, “Dengan senang hati, wahai raja yang baik dan bahagia...”

Hamba mendengar, wahai Raja yang bahagia, pelayan itu menceritakan kepada raja Cina bahawa pemuda itu berkata:
Ketua pengawal itu tersentak bangun dari tidurnya dan berseru kepada gadis itu, “Jangan menunda-nunda. Engkau harus membuka kotak-kotak ini.”

Kebetulan kotak pertama yang akan dibukanya adalah kotak di mana aku berada di dalamnya, dan ketika para pelayan membawanya kepada ketua pengawal itu, aku kehilangan akalku dan dalam kebingungan itu aku terkencing di dalam kotak dan airnya mengalir keluar kotak. Lalu gadis itu berkata, “Wahai pengawal, engkau telah merugikan aku dan merugikan ramai pedagang dengan merosak barang-barang milik Puan Zubaidah sebab kotak ini mengandungi baju-baju berwarna-warni dan satu kendi air zamzam. Kendi itu baru saja tumpah dan airnya akan membuat warna-warni baju itu luntur.”

Ketua pengawal itu berkata, “Ambillah kotak itu dan pergi.” Tetapi baru saja para pelayan itu mahu mengangkatku dan bergegas menyingkirkan semua kotak lainnya, aku mendengar sebuah suara berseru, “Aduh, aduh, khalifah, khalifah!” Ketika aku mendengar suara ini, jantungku seakan berhenti berdenyut. Lalu aku mendengar khalifah menyoal gadis itu, “Hai kamu, ada apa di dalam kotak-kotak milikmu ini?”

Gadis itu menyahut, “Baju-baju untuk Puan Zubaidah.”

Khalifah berkata, “Buka semua biar aku dapat melihatnya.”

Mendengar itu, aku tahu bahawa kali ini tamatlah riwayatku. Lalu aku mendengar gadis itu berkata, “Wahai Pemimpin Kaum Beriman, kotak-kotak ini mengandungi baju-baju dan barang-barang milik Puan Zubaidah, dan dia tidak ingin isinya dilihat oleh sesiapa pun.”

Tetapi khalifah berkata, “Engkau harus membuka kotak-kotak ini, agar aku dapat melihat benda apa di dalamnya. Bawa semua ke sini.”

Ketika aku mendengar arahan khalifah itu, aku yakin bahawa aku akan mati. Lalu para pelayan membawa kotak-kotak itu, membukanya satu demi satu, sementara khalifah terus memperhatikan baju-baju dan barang-barang kemas lainnya hingga tinggal satu kotak lagi yang belum dibuka, di mana aku bersembunyi. Mereka membawaku dan meletakkanku di hadapannya, dan aku mengucapkan selamat tinggal pada kehidupan, kerana merasa pasti bahawa aku akan kehilangan kepalaku dan akan mati. Khalifah berkata, “Buka kotak itu agar aku dapat melihat benda apa di dalamnya.” Maka para pelayan segera membukanya....

Tetapi fajar menyingsing. Abu Nawas terdiam, lalu sang Raja berkata, “Ceritamu benar-benar aneh dan menarik!” Abu Nawas menjawab, “Esok malam ceritanya lagi menarik dan lagi aneh.”


Rahsia Kotak-kotak Ajaib

Malam berikutnya,sang Raja memerintahkan kepada Abu Nawas agar meneruskan kisah-kisah aneh dan ajaib, yang menjadi kegemaran sang Raja. Abu Nawas menjawab, “Dengan senang hati, wahai raja yang baik dan bahagia...”

Hamba mendengar, wahai sang Raja, pelayan itu menceritakan kepada raja Cina bahawa pemuda itu berkata:
Khalifah berkata kepada para pelayan, “Buka kotak ini, agar aku dapat melihat apa yang ada di dalamnya.”

Tetapi gadis itu berkata, “Wahai tuanku, bukalah kotak ini di hadapan Puan Zubaidah, sebab apa yang ada di dalamnya merupakan rahsianya, dan dia lebih mengistimewakan kotak yang satu ini berbanding semua kotak lainnya.”

Ketika khalifah mendengar penjelasannya, dia memerintahkan para pelayan untuk mengangkat kotak tersebut ke dalam, dan dua orang pelayan segera mengangkat kotak tempatku bersembunyi, sementara aku hampir tidak percaya bahawa aku masih hidup. Setelah kotak berada di dalam sebuah ruangan di mana pengawal yang kukenali sebelum ini berada di ruangan itu, dia segera memerintahkan aku agar segera keluar dari kotak.

Sambil membuka penutup kotak, dia berkata, “Keluarlah cepat dan naikilah tangga ini.” Aku berdiri dan keluar dari kotak, dan baru saja dia menutup kotak itu kembali dan aku menaiki tangga, para pelayan itu masuk membawa kotak-kotak lainnya, diikuti oleh khalifah. Lalu mereka membuka semuanya di hadapannya, sementara dia duduk di atas kotak tempatku bersembunyi sebelumnya. Lalu dia bangkit dan masuk ke dalam ruangan.

Sepanjang tempoh itu aku duduk dengan mulut kering kerana ketakutan. Tak lama kemudian gadis idamanku naik ke atas dan berkata padaku, “Tidak ada lagi yang perlu ditakutkan. Bergembiralah dan tunggu hingga Puan Zubaidah datang melihatmu, dan engkau mungkin akan memperolehi nasib baik dan mendapatkan diriku.”

Aku turun ke bawah, dan begitu aku duduk di sebuah ruangan kecil, masuklah sepuluh orang pelayan perempuan, semua bagaikan rembulan, dan berdiri dalam dua barisan, dan mereka diikuti oleh dua puluh orang perawan berdada tinggi, berjalan bersama Puan Zubaidah, yang hampir tidak dapat berjalan kerana berat membawa pakaian dan perhiasannya.

Ketika dia mendekatiku, para pelayan itu berpencar dan membawakannya sebuah kerusi, yang kemudian didudukinya. Lalu dia berseru kepada gadis-gadis itu, yang akhirnya berseru memanggilku, dan aku maju dan mencium tanah di hadapannya. Dia menyuruhku duduk, dan aku duduk di hadapannya, sementara dia bercakap-cakap denganku dan aku menjawab pertanyaan-pertanyaannya mengenai keadaanku.

Dia merasa senang denganku dan akhirnya berkata, “Demi Tuhan, tidak sia-sia aku membesarkan gadis ini. Dia seperti anakku sendiri, suatu amanah yang diberikan Tuhan kepadamu.” Lalu dia menyuruhku tinggal selama sepuluh hari di istana....

Tetapi fajar menyingsing. Abu Nawas terdiam, lalu sang Raja berkata, “Ceritamu benar-benar aneh dan menarik!” Abu Nawas menjawab, “Esok malam ceritanya lagi menarik dan lagi aneh.”


Bersambung ......

;;
Design by Abdul Munir Visit Original Post Islamic2 Template